اجتماع أنابوليس يهدف إلى تعزيز موقف المعتدلين في دفع عملية سلام الشرق الأوسط



واشنطن– ديفيد ماكيبي، المحرر في موقع يو إس إنفو-
يهدف الاجتماع بين القادة الإسرائيليين والفلسطينيين برعاية الولاية المتحدة إلى وضع الأساس لإنشاء الدولة الفلسطينية وتعزيز استقرار الشرق الأوسط في الأمد البعيد. فقد صرحت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في جلسة استماع في الكونغرس يوم الأربعاء 24 أكتوبر بقولها: " ان ما نحاول عمله هو منح قوى الاعتدال فرصة كي تبرهن على أن قيام الدولة واقع فعلي." وأضافت رايس أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة ظلت نصيرة لقضية سلام الشرق الأوسط لأكثر من 60 سنة، فإنه يجب النظر أيضا إلى رؤيا الرئيس بوش للحل القائل بوجود دولتي إسرائيل وفلسطين من خلال إطار الكفاح العالمي ضد التطرف العنيف. وأبلغت رايس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب أن "قلقنا يتزايد من أنه دون وجود منظور سياسي جاد للفلسطينيين يمنح القادة المعتدلين أفقا يمكن أن يبينوا من خلاله لشعبهم أن هناك بالفعل حلا ممكنا لوجود دولتين، فإننا سنفقد الفرصة المتاحة للحل الخاص بالدولتين وسترون مزيدا من التطرف الراديكالي في السياسات الفلسطينية وسياسات المنطقة." وكان الرئيس بوش قد أعلن في 16 جويلية عن سلسلة من التدابير الجديدة التي من شأنها تقوية حكومة السلطة الفلسطينية التي يتزعمها الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض في الضفة الغربية، وذلك على أثر استيلاء حركة حماس على غزة بالعنف فيما تعارض حماس التعامل مع إسرائيل وتتلقى دعما من إيران وسوريا. وبالإضافة إلى ما أعلن من تخصيص 500 مليون دولار كمساعدة للسلطة الفلسطينية، أعلن الرئيس بوش عن مبادرة دبلوماسية أميركية مكثفة لمساعدة الإسرائيليين والفلسطينيين على تحديد "الأفق السياسي" للدولة الفلسطينية العتيدة، ودعا إلى اجتماع دولي للقادة من جميع أنحاء المنطقة بهدف التحرك نحو تقريب إقامة الدولة. وقالت رايس في شهادتها في الكونغرس إن اجتماع أنابوليس سيعمل على دعم المحادثات الثنائية الجارية بين عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت. وأضافت أنهما "قالا إنهما يريدان أن يدونا خطيا بعض ما يتوصلان إليه من تفاهم بينهما." وأشادت وزيرة الخارجية أيضا بالعمل الذي أداه رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، والجنرال كيث ديتون المبعوث الأميركي لتنسيق شؤون الأمن بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وما قاما به من تعزيز المؤسسات السياسية والأمنية الفلسطينية، وحثت الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني على مواصلة الوفاء بالتزاماتهما بموجب خريطة الطريق لسلام الشرق الأوسط التي وضعتها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة التي تعرف مجتمعة بالرباعية. وشددت رايس على أهمية وجود مشاركة واسعة من المنطقة وقالت إن مصر والأردن والسعودية قد أعربت عن تشجيعها للاجتماع الذي لم يتحدد بعد موعد لانعقاده. وقالت رايس "سنواصل الضغط الشديد على حلفائنا كي يساعدوا في هذا المجهود لأنه سيفيد بالطبع الدول العربية المسؤولة." وأضافت قولها "فهي أيضا -الدول العربية- تواجه قوى التطرف ذاتها التي تجعل الوضع صعبا في الأراضي الفلسطينية."

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

L'Europe est beaucoup plus qu'un territoire géographique

Mohamed Mejri, de Lampedusa au yacht de Tarak Ben Ammar